''بطل النهاية''

هاتيك أنت برغم موتك لم تـزل بطـل النهاية من بداية قصتي(1)
شربت جفونك من عيونك قطرة تـحكي الأسى فكأنمـا هي مقلتي
هيجت في قلبي الحزين لواعجـا فأنـهل دمعي مثل دمعك عبرتـي
أنت الذي سالت دمـاك بربـوة فتـوردت أزهـار تلك الربـوة
تروي المشاهد عنك أنـك راحل للقـاء ربـي يقول طـابت جنتي
طبتم لـها شهـد الشهيد ونعمة بـل لـذة للنـاظريـن تـجلت
لا لـن تنالوا العز حتى تـرتقوا ظهر الـمنايا والصعـاب الـجمة
بالصبر بالعزم الحديد وبـالرؤى بالـحزم نـرقى بارتقـاء الـهمة
قيم بـها الأخيار منا قد سـموا وغدوا نـجوما في السماء الظلمة
ما لـي أراكم قاعسين عن العلا مـا ذي رؤاكم يـا شباب الأمة
أنـا لا ألـوم ولا أشل عزائمـا بـل منيتي شحذ الـحجى للعزة
فلكم صبوت لصنع شـمس غرة ولعالـم تشـدوا بـلابله اللـتي
حرمت زمانا لذة الشدو الشجي وحـرمت حـتى ضيـاء البسمـة
حتى لقاء الصحب فـي أعيادهم متفكهيـن على ضفـاف الفرحـة
تبـا لـعيش لا يـذاق هنـاؤه تبـا لـمن يشدوا بسجن الحسرة
ولـصفوة خـانت عهـود قرابة وتسترت تبـا لـها مـن صفوة
أنـا لا أطيق الذل فـي أحشائنا مت يـا شهيد فعز موتك سلوتـي
ودع السواكن للسيـاط تقدها وتـهزها هيهـات هـز النخـوة
خذني إلى أعمـاق مـجد غـابر حين التقى الـجمعان حين الساعة
خذني إليهم كي أعيش بـجوهم وللأشهد النصر الـمبين بنشـوة
مالـي بقاء في الحقـار وعندنـا أصـل الفخـار ففيه أقضي ليلتي
مالـي بقـاء عندكم وبـأرضنا مستعمـر طـاغ يـحطم لعبتـي
ويـلوث الـريح العليل بريـحه ويدنس الأرض اللتي هـي منبتي
وقوامنا كالغيث حيث تساقطت أحجـاره دكـت حمـى العبريـة
أسد إذا هي فـي الزوابع زمجرت لزمت قـرود الغـاب كل شجيرة
صهيون آه يـا قـرود الغابـة إنـي لأفجع والضيـاغم إخوتـي
يتساقطـون بكيدكـم في ساحة وبـمكركم لا بـالقتـال بقـوة
جبنـاء خلف حصونـهم يرموننا بقـذائف فـاحت بنتـن الخسة
وتقص عن أخبـارنـا أنبـاؤهم للغـرب عـن إرهابنـا للقلـة
إرهابنـا نـحن الذين استنزفوا خيراتنــا إرهابنــا للنخبــة
نـحن الذين تشردمت بعلوجهم أوصـالنـا وتقطعت فـي ذلـة
إرهـابنـا وبيوتنـا حرماتنـا تـهتز فـي هول لوقـع الدكـة
ونـفوسنا فيهـا ترى آجالـها من لم يـمت بالسيف مات بصعقة
أسفي على ثـارات هذي الأمة طفـل يشيب فكيـف يغفـر زلتي
أم كيف ينسى أنني مـا هزنـي يتـم الوليـد ولا سبتني دمعـتي
لا نـوم والنجم الشهاب بليلهم هـل نعمة وشبالنـا فـي النقمة
والله لن أنسى الجراح جراحكم غفرانكـم يا أقـربـا مـن قصتي