((( ماتَ الهوى)))
أَعَنِ الجِراحِ تكَلَّمَتْ شفَتاكِ؟ كَذَبَا وتسْفَحُ دمعَها عيناكِ
عجَبي وتُعلِنُ أَنني قَدْ خُنتُها طَبْعُ الخيانَةِ لَمْ يَكُنْ لِسواكِ
أَنا ما ظَلَمْتُكِ بَلْ وكانَتْ قَسْوَتي رَدّاً لِظُلمِكِ أنتِ ما أقْساكِ
وهواكِ قلبي قَدْ ملَأْتِ شِغافَهُ ولقدْ أُصِبْتُ بِسهمِكِ الفتّاكِ
ليلى حَلُمْتُ لِلَحْظَةٍ في يقْظَتي أَنّي بِيومٍ مُنيَتي ألْقاكِ
لَبّيْتُ أمْرَكِ عِندَما ناديتِني لَبّيْتِ ليتَكِ قلْبَ مَنْ ناداكِ
وأرى خيالَكِ دائِماً في صَحْوَتي ويَزورُ طيفُكِ في الرُّؤى فأراكِ
يا عِطْرَ وادي النيلِ عُذراً فالهوى يأبى يُفارِقُ مُهجتي عِطفاكِ
أَنَسيْتِ ليلى يومَ أنْ صارَحْتِني؟ أَنّي غدوتُ كنَجمَةٍ بِسَماكِ
وسَلَوْتُ كُلَّ الناسِ دونَ اِرادَتي ورَسَتْ سفينةُ خافِقي مَرْساكِ
لا والّذي رفَعَ السَّماءَ حَبيبَتي ما خُنتُ حُبَّكِ مُخلِصاً لِهواكِ
يا ليْتَ شِعري لَوْ يَزولُ غرامُها مَنْ قالَ أقْدِرُ؟ لَيْتَني أنساكِ
أشْدو بِحَرفِكِ هائِمَاً مُتَرَنِّمَاً والعُودُ أصْبَحَ مُغْرَمَاً بِشَذاكِ
عَجَباً ؟ أأصْبَحُ كالفَرَزْدَقِ شاعِراً ما كُنتُ أُتْقِنُ نَظْمَهُ لَوْلاكِ
اللهُ أكبَرَ مِنْ جُروحٍ نالَها قَلْبٌ تَعَذَّبَ في الهوى رُحْماكِ
ماتَ الهوى طعْناً ولَم أُبْصِرْ سِوى صَبْري وتبقى ها هُنا ذِكراكِ